السواك

السواك

كم ستدفع من مال أو ستبذل من جاه في سبيل رضى الله؟؟؟ (السواك مرضاة للرب مطهرة للفم ) رواه البخاري وأحمد والنسائي ................................... استعمال السواك سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام : " أُمِرْتُ بالسواك حتى خشيت أن أدْرَدَ" ، وقال " أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي " ، وقال أيضاً : " أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني "

و السواك هو قطعة خشبية من جذور شجر الأراك ، من فصيلة: سلفادورا بيرسيكا Salvadora persicaوهي شجيرة دائمة الخضرة توجد في منطقة الجزيرة العربيةفي المملكة العربية السعودية . ويحصل على السواك كذلك من شجر الإسحل 1والبشام2 والضرو3 إلا أن سواك شجرة الأراك هو أفضلها .

و بعد أكثر من أربعة عشر قرن يجيء العلم الحديث ليثبت ويؤكد فوائد السواك الصحية ، حيث تؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على( العفص ) بنسبة كبيرة وهي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة ، قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها ، كما تؤكد وجود مادة خردلية هي " السنجرين " Sinnigrinذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم.
وأكد الفحص المجهري لمقاطع السواك وجود بلورات السيليكا وحماضات الكلس والتي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ والقلح عن الأسنان . و وجود الكلورايد مع السيليكا وهي مواد تزيد بياض الأسنان ، وعلى وجود مادة صمغية تغطي الميناء وتحمي من التسوس ، كما إن وجود الفيتامين (ج) ومادة كيميائية تدعى (تراي ميثيل أمين) يعمل على التئام جروح اللثة وعلى نموها السليم ، كما تبين وجود مادة كبريتية تمنع التسوس .

و أوضحت نتائج البحوث أن فاعلية السواك تستمر لمدة من (6- 8 ساعات) من استعماله عكس المعجون العادي الذي لا تستمر فاعليته سوى ساعتين فقط، ثم يبدأ ظهور البكتيريا مرة أخرى بالفم.

و عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه – أو كلمة نحوها– حتى يضع فاه على فيه فما يخرج شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن ".

و عن عامر بن ربيعه قال :" رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم مالا أحص أو أعد" ، فالسواك لا يمنع طيب الخلوف عند الله يوم القيامة - الذي ذكر حثاً على الصوم لا حثاً على إبقاء رائحة الفم غير المستحبة – لأن سببه قائم و هو خلو المعدة عن الطعام و إنما زال بالسواك أثره المنعقد على الأسنان و اللثة ، بل إن الصائم أحوج إلى السواك من المفطر .

وعن حذيفة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك" ،وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعار من الليل إلا أمر السواك على فيه" .

أما عن كيفية السواك : قال النووي رحمه الله : والمستحب أن يستاك الإنسان عرضاً ولا يستاك طولاً لئلا يدمي لحم أسنانه فإن خالف واستاك طولاً حصل السواك مع الكراهة ويستحب أن يمر السواك أيضاً على طرف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمراراً لطيفاً ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فيه ولا بأس باستعمال سواك غيره بإذنه ويستحب أن يعود الصبي السواك ليعتاده ".

و يروى أن سيدنا علي بن أبي طالب دخل على زوجته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما فرآها تستاك بسواك من أراك فقال لها في بيتين جميلين عجيبين :
حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ
لو كنت من أهـل القتال قتلتك *** ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ