تختلف وسائل الإعلام اليوم من وسيلة إلى أخرى وتعددت أنواعها وأصنافها.
وقد شملت هذه الوسائل الإعلامية:
1- المطبوعة: (الصحف والمجلات والدوريات والكتب والنشرات والكتيبات واللافتات والملصقات).
2- السمعية: (الإذاعة والتسجيلات الصوتية المختلفة والتي تعتمد على عنصر الصوت وحده).
3- السمعية والبصرية: (السينما والتلفزيون والمسرح).
4- ملتي ميديا: وتشمل الإنترنت التي تجمع المكتوبة والمسموعة والمرئية.
السلام عليكم، إليكم هذا الملخص و هو قد يفيدكم في مقياس"تاريخ وسائل الاعلام" و كذلك في مقياس:"مدخل لعلوم الاعلام و الاتصال.
مفهوم الإعلام:
أ-لغة: مصدر الفعل الرباعي المزيد "أعلم" ومجرد الثلاثي "علم" والعلم نقيض الجهل فالعلم هو الحصول على المعرفة بنقلها من ذهن إلى ذهن آخر، أو بنقلها من الواقع إلى الذهن مباشرة وقد يدل العلم على المعرفة الأصلية التي لا تحتاج إلى تجربة ولا إلى نقل.
ب- اصطلاحاً: يعرف الإعلام كذلك بأنه عملية ديناميكية تهدف إلى توعية وتثقيف وتعليم وإقناع مختلف فئات الجماهير التي تستقبل مواده المختلفة وتتابع برامجه وفقراته(1).
يقصد بالإعلام تلك العملية التي يترتب عليها نشر الأخبار والمعلومات الدقيقة التي ترتكز على الصدق والصراحة ومخاطبة عقول الجماهير وعواطفهم السامية والارتقاء بمستوى الرأي فوظيفة الإعلام الإبلاغ، الشرح والتفسير والتثقيف والامتناع: فهو تغيير عملي لتكوين المعرفة والإطلاع والإحاطة لما يهم الإنسان في كل زاوية من زوايا محيطه وفي كل مرفق من مرافق حياته.
فالإعلام شبيه بالشبكة العصبية الممتدة والمتفرغة والمتشعبة خلال الجسم والتي تنقل الإحساس وتستجيب لكل المؤثرات الخارجية والداخلية التي تطرأ على هذا الجسم الواحد، ويتضمن ميدان دراسته جميع أشكال الفن والاتصال بين الأحياء والتعليم المدرسي والعلاج النفسي وأعمال المجالس واللجان وعلم اللغات والبحث التاريخي، ويمكن القول أن الإعلام في إمكاناته وفي دقته الكبيرة واختلاف طرق تعبيره وهو أكثر أشكال السلوك ذات الصفة الإنسانية (2).
وبغض النظر عن عشرات التعريفات المختلفة التي وردت للإعلام فنقول بكل بساطة أنه عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والمادية والإخبارية والفنية والأدبية والعلمية المؤدية للاتصال الجماعي بالناس بشكل مباشر أو غير مباشر ضمن إطار العملية التثقيفية والتعليمية والإرشادية للمجتمع.
وسواء كانت هذه الوسائل الإعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية فإن الغاية الإعلامية تتمثل في المضمون الذي تقدمه هذه الوسائل ومدى مسايرته لروح العصر والفاعلية الموضوعية، والأبعاد التثقيفية والشكل الفني الجميل والملائم فيه، ويتم نقد الجهاز الإعلامي وتقويمه عموما، إيجابا وسلبا في الأساس على ضوء هذا المفهوم(1).
I. أنواع وسائل الإعلام:
لقد مر الإعلام بمختلف أنواع بعدة مراحل، سنحاول التحدث عن أهم وسائل الإعلام الحديثة من: صحافة، إذاعة، تلفزيون ومسيرة تطورها. إذ لا يمكننا أبدا تبيين أنواعها دون الرجوع إلى تاريخها، الذي جرت أحداثه في إطار من التواشيح الشديدة بين الاختراعات التقنية واستعمالاتها الاجتماعية، إلى أن أصبحت علما قائما بذاته له خصائصه ومميزاته وكذلك غايات خاصة ضبطت لأجله (2).
1. الصحافة:
وهي الوسيلة الإعلامية الكتابية السائدة والمسيطرة حاليا وتشمل لفظة الصحافة جميع الطرق التي تصل بواسطتها الأنباء والتعليقات عليها إلى الجمهور، وكل ما يجري في العالم مما يهم الجمهور وكل فكر وعمل ورأي تثيره أحداث العالم، يكون المادة الأساسية للصحفي.
وإن تعاريف الصحافة تختلف باختلاف وجهة النظر التي تصوغها بالنسبة إلى الساخر مجرد تجارة، بينما هي في عين الإنسان المثالي مسؤولية وميزة. ومن قائل أن الصحافة هي أن تكتب مقابل أجر في شؤون أنت تجهلها، إلى قائل آخر أن الصحافة هي نقل المعلومات بدقة وتبصر وسرعة وبطريقة تخدم الحقيقة وتجعل الصواب يبرز ببطء حتى لو لم يبرز فورا (1).
كما تعتبر الصحافة المطبوعة منطق الإعلام كونها اعتبرت أول صورة على وجه المعمورة وفي تاريخ البشرية جمعاء.
فالصحافة إذن تعد نافذة على العالم باعتبارها ملمة لمختلف أحوال وأخبار العالم من سياسة اقتصادية، اجتماعية، فكرية، أدب، حوادث أو كوارث طبيعية رياضية وحتى الترفيه وهي وسيلة تتسم بالحيوية، ذلك لاتصالها بالحياة اليومية للأفراد والحالة الاجتماعية للمجتمعات وقد عرفت هذه الوسيلة الإعلامية تطورا وازدهارا واسع النطاق على مر العصور (2).
نشأة وتطور الصحافة:
تمتد جذور الصحافة امتداد البشرية عبر العصور والأزمنة، ولكنها كانت قديما عبارة عن بعض الأخبار تصدر بصورة دورية وأحيانا لا تصدر، وكان صاحب دار الطباعة هو الذي يصدر هذه النشرة المطبوعة لوحده (3). وقد جاءت الصحافة كاستجابة لسد حاجة اضطلاع الأفراد على الأحداث والأحوال بعد أن كانت لكل أمة أو بلد طريقته الخاصة به في استقصاء وجمع المعلومات والأخبار وكذا معرفة أحوال بني جنسهم وحكومتهم.
- ففي أثينا مثلا: كان الناس يجتمعون في الساحة العامة للمدينة للاستماع إلى أقوال زعمائهم، لمعرفة أحوال حكومتهم.
- وفي روما (القرن5 ق.م) كان هناك كتاب رسائل الأخبار والذي كانوا يزودون به المنادين في سويسرا، والمنشدين في إنجلترا، والرواة في فرنسا.
أما بعدما تطور فن الطباعة، فقد استعان أصحاب دور الطباعة بمساعدين لهم، كلفوهم أحيانا للذهاب إلى أماكن الأحداث وكتابة التحقيقات وكان ذلك حوالي سنة 1833، عندما كانت صحيفة التايمز البريطانية تستخدم مطابع البخار، ومع انتشار الصحف في العالم ظهرت المنافسة التي دفعت الصحف إلى الأمام. وكان لتقدم هذه الأخيرة أسباب نذكر منها: نشوب الحروب بين بلد وآخر والحروب الأهلية، انتشار التعليم، نمو الصناعة(1).
ومع تقدم المعرفة تحسنت الصحافة وكثر جمهورها ولكنها تبدو اليوم مهددة بالتحديات الناتجة عن سرعة التقدم وتحول أشكال الحياة، فالصحافة التي كانت في الماضي وسيلة النشر الوحيد تزاحمها الآن وسائل أخرى كالراديو والتلفزيون:" حضارة الصوت والصورة تزاحم بقوة حضارة الكلمة المكتوبة".
2. الإذاعة المسموعة: "الراديو".
تعتبر الإذاعة المسموعة من أكثر وسائل الثقافة ذيوعا وانتشارا، فهي وسيلة إعلامية هامة تختلف عن باقي الوسائل الإعلامية الأخرى وذالك لأنها تتخطى الحواجز وتصل إلى كل مكان، ويساعد على انتشارها سهولة انتقائها من جهة وتلبيتها لجميع أو معظم الرغبات من جهة أخرى مما يعطيها فرصة التأثير المستمر، لاْن السامع لا يمل الاستماع منها. وبخاصة أنها تحاول إرضاء جميع الأذواق ومختلف المستويات الثقافية من أطفال، شباب، مثقفين وحتى أميين.
فهي تخاطب عقول السامعين بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية، لذالك تصاغ الملذة الإذاعية في عبارات بسيطة يدرك معانيها المثقف وغير المثقف ولأْنها تعتمد على الكلمة المسموعة والتأثيرات الصوتية بالدرجة الأولى، وهي توفر لجماهيرها برامج متنوعة وهامة كالبرامج الثقافية، التاريخية، الدينية، الأدبية، العلمية وحتى الترفيه منها والتي يتوافر عليها العديد من أهل الخبرة وغيرهم.
زيادة على ذلك، فإن ساعات البث الإذاعي كثيرة مقارنة مع وسائل الإعلام الأخرى إضافة أنه يمكن استعمالها في أي مكان كان، سواء كان ذالك داخل البيوت أو خارجها وحتى مرافق العمل (1).
و قد اعتمدت الإذاعة المسموعة كذالك كرسول لمعظم المنتخبين لترويج سلعهن وكذالك الفنانين لتبليغ رسائلهم الفنية.
إضافة إلى الجوانب والخدمات الاجتماعية والترفيهية التي توفرها الإذاعة لجمهورها، فقد اعتبرت منبعا ترفيهيا هاما ومركزا لتبادل المعرفة في مجال الدراسات التربوية. إذ أنها ساهمت مساهمة فعالة في تنمية قدرات المستمع باختلاف أعمارهن وخلفياتهم العلمية، وكذالك مراحلهم التعليمية.
أ- نشأة الإذاعة وتطورها:
لقد شهد الراديو كغيره من الإنجازات التي حققها الفكر الإنساني عدة محطات في مسيرة أبتكاره فقد أثار هذا الابتكار زوبعة كثيرة في تاريخ الاتصال بين القارات، إذ يعود اختراع الإذاعة المسموعة إلى مجموعة متلاحقة من المحاولات والتجارب لكن الفضل الأول يعود إلى الفيزيائي العالمي MARCONT GUOLILIO_1837-1874 الحائز على جائزة نوبل سنة 1909 والذي تمكن لأول مرة من استخدام هذه الوسائل اللاسلكية بواسطة موجات مركزية وذالك من عام 1896 ثم عني بتطوير هذه الوسيلة باحثين آخرين على رأسهم FESSENDEN الذي بث عام 1906 ولأول مرة الصوت الإنساني عبر الإذاعة، بالإضافة إلى بعض القطع الموسيقية، ثم تلاه FOSTE باستخدام برج إيفل في باريس عام 1908 للإرسال الإذاعي (2).
بيد أن ظهور الحرب العالمية الأولى آلت بين هؤلاء الباحثين وأبحاثهم العلمية فقد أدت هده الحرب إلي تجميد طاقاتهم، مما ترتب عن دالك تأخير تطور هده الوسيلة لكن سرعان ما عاد السلام إلى المعمورة، عاد نشاطهم من جديد، وكان الروس والألمان أول من أدركوا قدرات الإذاعة، وقاموا باستخدامها كوسيلة للدعاية الدولية تعمل إلى جانب الدبلوماسية.
وفي سنة 1920، أنشأت شركة "ونستن كهوس"، محطة إذاعية كبرى في الولايات المتحدة الأمريكية والتي استطاعت أن تذيع نتيجة انتخاب "السيد واين هاردنغ" رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية على مسامع الشعب الأمريكي في نفس الليلة.
كما أن الأوروبيين كانوا أول من بث برامج المستمعين العرب، حيث حدث ذلك في وقت مبكر نسبيا من تاريخ الإذاعات الموجهة، حيث بدأت محطات الإرسال والبرامج المنتظمة تظهر كل سنة إبتداءاً من عام 1921.
بعد ذالك وفي عام 1922 شهدت فرنسا ميلاد "محطة إيفل" وهكذا أصبح عدد الإذاعات في 19 بلد أوروبي إلي أن أصبحت في سنة 1924، بتوفر 220.000 جهازان ووصل إلى ثلاث ملايين سنة 1929.
بحيث أنشأت ما بين 1925-1927 عدة محطات إذاعية في العديد من الدول تمثلت في الأرجنتين، أستراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، إسبانيا، فنلندا، تشيكوسلوفاكيا ومصر.
وقد شهدت هذه المحطات عدة تحسينات خاصة ما بين 1927-1940 بحيث اعتبرت في بدايتها وسيلة للتسلية والترفيه بالدرجة الأولى، لكن سرعان ما تغير هذا الاعتقاد بحلول الثلاثيات، والاعترافات بها كوسيلة إخبارية جد هامة، مما أدى إلى وجود فرع جديد من فروع مهنة الصحافة.
ب- الأنظمة الإذاعية:
لقد اهتمت الحكومات بالإذاعات وشؤونها،بعد ملاحظاتها وتفطنها للدور الهائل الذي لعبته، والرواج الواسع الذي لقيته من المعمورة ككل، وعلى هذا فقد وضعت هذه الحكومات قوانين وأنظمة الإذاعات الداخلية (الوطنية)، كما اهتمت الموجات بين الدول حتى تقضي على عائق التشويش الذي لاقته آنذاك وتقرر استعمال الإذاعات لتقوم بواجبها الإعلامي والتثقيفي والترفيهي.
فقد قامت بتقسيم هذه الإذاعات إلى نظامين أو نوعين أساسيين واللذين عملت بها العديد من الدول، فهناك من الدول من أخذت بالنظام الأول والمتمثل في الإذاعات الخاصة وهناك دولا أخرى عملت بالنظام الثاني والمتمثل في "الإذاعات الوطنية الرسمية" إضافة إلى دول عملت بالنظامين معا.
ج- الإذاعات الخاصة والتجارية:
هي إذاعات ذات طابع تجاري، إذ تعمل على تنويع برامجها بغية استمالة المعلنين والمستمعين معا، وهي إذاعات حرة، أي ذات نظام حر لا رقابة الدولة في تنظيمها وتكون هذه الإذاعات تابعة سواء الشركات التجارية أم الجمعيات من دينية أو اجتماعية وغيرها.
بيد أن هذا النوع من الأنظمة قد أندثر في عدة دول خاصة دول أوروبا ولم يعد معمولا به في الإذاعات باستثناء إذاعتا"لكسمبورغ" و"مونت كارلو".
د- الإذاعات الوطنية الرسمية:
يقوم هذا النظام بدوره على نوعين:
1- ما ميز هذا النوع كونه، أن الإذاعات تكون تابعة بصورة مباشرة لمجلس الوزراء أو إحدى الوزارات كوزارة الإعلام والثقافة وتكون هده الإذاعات خاضعة لجميع القوانين المالية والإدارية لأنها تعد قسما من جهاز الإدارة العامة.
2- أما النوع الثاني فهو نظام عملت به العديد من الدول الأوروبية خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، إذ تعتبر الإذاعات العاملة بهذا النظام أحد أجهزة الإعلام الرسمية لتلك الدولة كونه نظام يخضع الإذاعة لرقابة الدولة من الجوانب السياسية التوجيهية والإنبائية، كما تكون هذه الإذاعات الخاضعة للمصلحة الوطنية وقد عملت هذه الإذاعات على تنوير الرأي العام، كما اهتمت بالخصوص بفئة المثقفين وذالك ببثها مواضيع فكرية وعقائدية عن طريق برنامج سمي "بالبرنامج الثاني" (1) وتعتبر إذاعة "صوت أمريكا" تجسيدا لهذا النوع من الإذاعات لهذه الدولة.
أما الإتحاد السوفيتي، فيعتبر "راديو موسكو" المركز الأساسي للإذاعة حيث كان يبث ثلاث برامج.
3. التلفــزيــون:
يعتبر التلفزيون وسيلة من وسائل الإعلام التثقيفية والترفيهية المنتشرة عبر العالم، وينفرد هذا الجهاز بخاصتين تميزانه عن سائر وسائل الإعلام الأخرى وهما الصورة الحية والصوت الطبيعي وهذا ما يجذب إليه أكبر عدد ممكن من المشاهدين وقد عرفه العالم الألماني أوتمبارغ على أنها "التعبير الموضعي عن عقلية وروحها وميولها واتجاهاتها وتتخذ البلدان الأكثر تطورا من التلفزيون كوسيلة في تعليم الصغار وتربيتهم وعرض قيم مجتمعهم وإحاطتهم بتطورات وأمجاد أسلافهم"(1).
نشأة وتطور التلفزيون:لقد تم ظهور هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة بعد الإذاعة المسموعة وإن شهد كذلك فترة فتور في مسيرة تطوره نتيجة للحرب العالمية الأولى.
ولقد مر التلفزيون في تطوره بعدة مراحل، حيث استفاد هذا الأخير من تجارب الإذاعة المسموعة وأضاف إليها رصيدا جيدا للفن الإذاعي. ويرجع اختراعه إلى عام 1922 من طرف العالم الاسكتلندي «Jack otumberg».
و قد استمرت الأبحاث وكانت سنة 1927 أول تجربة إرسال له وكان ذلك بينHoliwood/ Chicago/ Filadelfia/ Washington/ New York.
وفي عام 1929 بدأ الاهتمام بهذا الجهاز حيث قام كل من «BENTHMIEDENY, DYHISIE » بتجارب ومحاولات بهدف تطوير التلفزيون بصفة رسمية.
إلا أن انتشارها كان محدودا، بحيث لا يتعدى 64 محطة، لكن بعد ذلك بعامين قدرت أجهزة التلفزيون بـ10 ملايين وعدد المحطات بـ170 محطة، وباشرت البشرية استعمال هذا الجهاز في مناطق عديدة من العالم وهذا بعد أن أوقفت الحرب العالمية الثانية تطور التلفزيون حتى عام 1945، حيث كان رأي العالم في الدول المتخلفة ينتظر بفارغ الصبر الأجهزة المرسلة والمستقبلة للبدء في البث والاستقبال التلفزيوني... وفي عام 1948 لم يكن في العالم باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية سوى ثلاث محطات تلفزيونية في الإتحاد السوفيتي وإنجلترا وفرنسا وفي عام 1957 بلغ عدد البلدان التي أنشأت محطات تلفزيونية في العالم خمسين بلدا، وبلغ عددها عام 1960 سبعين بلدا وزاد عن التسعين عام 1962 ليبلغ سنة 1975 حوالي 120 بلدا(1).
وقد يعتبر التلفزيون أحد المؤسسات الثقافية والأساسية في المجتمع ويعد أداة مكملة للإذاعة المسموعة.
و يذهب البعض إلى اعتباره أهم الوسائل الإعلامية لأنه يجمع بين الصوت والصورة والحركة مما يكسبه القدرة على التأثير المستمر في الجماهير وإكسابهم أنماط سلوكية جديدة نتيجة لقضاء الساعات الطويلة في مشاهدة البرامج المتنوعة التي يبثها واعتماده على أسلوب التشويق والسلاسة، وعرض المواضع بطريقة محببة تستميل قطاعات كبيرة من المشاهدين باختلاف أعمارهم ومستوياتهم وكذلك جنسهم.
فبالإضافة لكونه يتسم بصفة الواقعية لارتباطه بالحياة اليومية ومشاكل المواطن، فإنه يستفرد عن باقي الوسائل الإعلامية بصفة الواقعية في عرض الأحداث والمستجدات المحلية وكذا الأخبار العالمية وبصورة حية.
زيادة عن كل هذا، فقد أعتبر التلفزيون أداة تعليمية هامة جدا باعتباره يتيح تكافؤ الفرص للأفراد المحرومين من فرص التعليم عن طريق المدارس التقليدية بسبب انتمائهم لمناطق نائية.
فهي تتيح للأطفال عامة وللطالب خاصة تتبع الدروس أو المعلومات التربوية عن قرب لاستحالة تمكنهم في المدارس نظرا للازدحام في الأقسام أو المدرجات.
4. الانترنت: ماهيتهـــا:
لقد ورد العديد من التعاريف التي تخص الانترنيت كونه مصطلح جديد في الساحة العلمية مما أدى إلى جلب اهتمام المختصين في هذا المجال ومن بين التعاريف يمكن إدراج ما يلي:
فقد عرف في فضاء الانترنيت على أنه "مجموعة هائلة من الكمبيوترات أو الشبكات المتصلة فيما بينها وكلها مترابطة بشبكة واحدة هي شبكة الشبكات فاستعمال الهاتف والمودم وجهاز الكمبيوتر لنحصل على الإنترنت"(1).
و في تعريف آخر: "الانترنت هي شبكة من أصل أمريكي، وهي تتكون اليوم من أكبر الشبكات في العالم والإنترنت هي سهلة للمختصين في الميدان وعامة الناس(2).
وفي Biblioron تعرف الانترنت على أنها شبكة عالمية متكونة من مجموعة عدد كبير من الكمبيوتر المرتبطة فيما بينها والمرتبطة بشبكة هاتفية، لا أحد يستطيع أن يتحكم فيها، ولا يمتلكها. هذه الشبكة الضخمة التي نقوم بالتجوال فيها ليلا ونهارا والمتكونة من العديد من المعطيات المختلفة: المواقع الإلكترونية، مواقع المنافسة، الأخبار، المجلات(1).
وقد عرفت الانترنت في مجلة العربي على أنها مجموعة تضم حوالي 700 جهاز كمبيوتر سنة 1996 تعمل معا في خدمة الانترنت المسماة « Word Wide Web » وهذه الكمبيوترات المدعوة أجهزة "وب" الفائدية منتشرة في سائر أنحاء العالم وتحتوي على أي نوع منة البيانات ولكن شبكة « Web »و بواسطة برامج معينة تمكن من التحول من جهاز إلى آخر دون بذل مجهود كبير، وقد يساور المستخدم شعور بأنه يستخدم جهاز واحد. ولقد أنضم إلى الشبكة العديد من الشركات من كل أنحاء العالم، ويتضاعف عدد الكمبيوترات التي تزود بمعلومات شبكة « Web » كل عشرة أيام(2).
وقد أورد "محمد لعقاب" تعاريف أخرى لبعض العلماء وهي كالتالي:(3)
يعرفها "هترى جولسن" تقدم الانترنت عادة كأنها حقيقة على الرغم من كونها لا تتمتع بوجود فيزيائي ويقول عنها "ارفود ديفور" إنها ظاهرة تعددت العبارات في وصفها شبكة الشبكات بيت العنكبوت الإلكترونية، السيبر سبايس.
ويعرفها "فليب كو" الانترنت هي صورة من صور الطريق السريع للإعلام والمعلومات... وهي في نفس الوقت حل عملي فعال لمشكل صعب حله، اتصال مرن وعالمي للمعطيات بين أدمغة إلكترونية مختلفة التصور.
أما "يان بوتان" ليست شبكة الدعارة أو بمعيية للتجارة وليست آخر فرع من الفاشية وليست ماركة بل هي شبكة رقمية لتبادل الخدمات مثل الشبكات الهاتفية ويعرفها على أنها شبكة الشبكات وشبكة ما بعد الشبكة.
لماذا نستخدم الانترنت؟
الخدمات الأولية
نسخ البطاقات ما بين الكمبيوترات
للرسائل أو البريد الإلكتروني
لكل ما هو جديد من أخبار أو معلومات الدردشة
لقوائم التقسيمات "بريد مرسل إلي جماعة من
الأفراد.
من يستخدم الانترنت؟
المختصين: -خاصة في البحوث العامة والخاصة -في مجال التعليم -التجارة "مشاكل الأجر الإلكترونية -والآن يشمل الثانويات والمدارس...
للجمهور الواسع: الهواية "الألعاب، الدردشة، التعارف..." -الثقافة "الجرائد، الراديو، الفن..." -خدمات: النشرة الجوية، البنك العالمي والخاص، الإعلانات -مناقشات سياسية،اجتماعية، ثقافية... على المباشر -عرض التجارة إلكترونيا "رجال الأعمال،المختصين... "
كيف نستخدم الانترنت:
لكي يكون لدينا الانترنت لا بد من توفر ما يلي:
1) جهاز كمبيوتر: وهو آلة تعطي المعلومات بلغة آلي، خاضع هذا الجهاز لبرنامج موضوع بتتابع منطقي ومنظم.
2) مودم "MODEM" هي: آلة خاصة بإرسال البيانات من مكان إلى آخر بدون أن ننسى وضع طرق خاصة للمرور في الشبكة ودرجة الإزدحام فيها، وهذا الطريق هو الخط الذي تسلكه البيانات على الشبكة منذ إنطلاقها إلى غاية ووصولها إلى المكان المحدد.
3) خط هاتفي: ويكون محدد إما "بشبكة " وهذه الأخيرة تكون فيها حرية الإتصال وإما" محدد عام " أي وضع خطوط عامة للأشغال.
4) مزود أسماء: SERVEUR وهو يحول الأسماء إلى لغة الأرقام التعريفية وذالك حسب برتوكول الأنترنت"IP" يعمل على "ينكس" أو"وندوز آن تي" وهو يحتوي على بيانات أساسية ومن المفروض أن يكون هناك مزودان وذالك إذا ما تعطل إحداهما إشتغل الآخر.
5-البرنــامــج:
في الوقت الحالي نجد العديد من البرامج التي هي في إطار للأنترنت من أهمها نجد "برنامج ارتشي" وتم إعداده من طرف مجموعة من الطلبة في كندا وهو يتضمن ملفات عديدة لا تقل عن مليون ملف مخزن في الانترنت "برنامج موزاييك "،"برنامج كليرنت" وهو خاص بالنشرات والصحافة العالمية "خدمت يوزنت" وهي كذالك مختصة في الأنباء ،إضافة إلى ذالك تفتح نقاشات وتبادل الآراء إلكتروني حول مواضيع مختلفة. لكن هذا لا يكفي لإقامة الانترنت بل يجب أن يكون هناك عقد ما بين مشترك في الأنترنت وبين الشركة التي تمنحك الدخول إلى الانترنت. فهناك شركات عديدة والتي تسمى ب "بروفايدر" ز هناك مئات من الشركات التي توفر هذه الخدمة في العالم في الوقت الحالي.
محتوى أو مضمون الانترنت:
إن أول شيء يقابلنا عند استخدام الانترنت والذي يعتبر أحد أهم أجزاء الانترنت هو "web" الذي يساعدنا في الولوج داخل الانترنت وتصفح المواقع المختلفة، كما أن هناك ما يسمى بالبريد الإلكتروني ويعتبر أيضا أكثر استخداما في الانترنت وأكثر تداولا ما بين الناس.
1-Word Wide Web:www:
هو الخدمة الأكثر ديناميكية على شبكة الأنترنت يشبه شبكة العنكبوت العالمية إخترع سنة 1989 من طرف "تيم بلن ستري"(1) يتكون من مجموعة صفحات "web" المتكونة من صور ونصوص بالصوت والصورة حتى لقطات فيديو... يسمح web" بالدخول إلى كل المعلومات المتواجدة على شبكة الأنترنت عبر ما يعرف بالمواقع "les sites" les sites "المواقع" هي مجموعة تلك الصفحات التي لكل موقع فيها عنوان وهي على الشكل التالي:(2)
http: يعني نظام نقل الوصلات الشعبية.
www: تعني أن الأمر يتعلق ب:Word wide web
NET:تعني النطاق الذي يكون فيه الموقع.
النطاقات: مثلcom تعني المنظمات التجارية.
Org:تعني المنظمات الحكومية
DZ:تعني الجزائر/ . FRتعني فرنسا
2-البريد الإلكتروني (E-MAIL):
البريد الإلكترونيEMAIL" هو من أشهر الخدمات التي تقدمها الشبكة المعلوماتية في الوقت الحالي، إخترع عام1972 من طرق رايد كومنسون والذي تمكن من إرسال أول رسالة إلكترونية عبر الشبكة. واليوم وبعد مرور حوالي 30 سنة أصبح البريد الإلكتروني ضرورة إتصالية حقيقية. فالبريد الإلكتروني هو عبارة عن نظام تبادل الرسائل بين مستخدمي الشبكة، ومن مميزاته إمكانية إرسال الرسائل مرفقة بصور أو وثائق... بالإضافة إلى توفير العديد من المواقع والخدمات بالمجان. فهي وسيلة سهلة وبسيطة في متناول الجميع.
3-التعليم الإلكتروني وثقافة الإستعجال:
تضم شبكة الأنترنت كل المعلومات التي يوفرها العقل البشري مند ملايين السنين وهي في متناول الناس في كل مكان وزمان. وتعمل على نشر الدروس والوثائق صوتا، صورة، كتابة. فمعظم المكتبات أصبحت الآن متوفرة إلكترونيا ويستطيع أي مواطن موجود بأية بقعة أن يتصل بأعظم وأشهر المكتبات ليلقى ما يريده من معلومات. لهذا تعمل الجامعات والمدارس والثانويات على الإرتباط بالشبكة بهدف الإستفادة من خدماتها العلمية والتعليمية وأصبحت هذه الشبكة ضرورية التعليم والثقافة.
4-الطب الإلكتروني:
لقد أحدثت الأنترنت أيضا ضحية في المجال الطبي، ففي الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا يوجد بنوك للمعطيات الطبية التي يمكن إنتشارتها وهكذا تتمكن المستشفيات والمراكز الصحية من الإستفادة من الخدمات الإلكترونية الطبية وهذا سوف يؤدي إلى رفع مستوى العلاج فيكون أكثر دقة وفعالية وفي نفس الوقت يمكن للمريض عدم التنقل إلى المستشفى، فيمكنه إستشارة أي طبيب أو جراح أيا كان وفي أي مكان(1) يقول "لي رايني" أننا في عصر إنخفض فيه الوقت الذي يرى فيه المريض الطبيب وجها لوجه إلى أقل من 15 دقيقة في المتوسط، فإن الكثيرين يتجولون إلى الشبكة لإشباع رغبتهم في الحصول على المعلومات التي يريدونها(2) فهذا التقرير يوضح مدى التأثير العميق للأنترنت في المجال الصحي.
5- الإقتصاد الإلكتروني:
لقد أحدثت الأنترنت تغييرا جذريا في سوق العمل فالشركات تحولت إلى الشبكة ولم يعد رجل الأعمال بحاجة إلى التنقلف كما في السابق. ونذكر في هذا الصدد "مايك فورتي" وهو رجل أعمال من لوس أنجلس إذ باع صفقات معدات أمريكية بنحو 30 مليون دولار لشركة غاز روسية عن طريق الفاكس، تيلفون والبريد الإلكتروني وهو في منماواله فلم يقابل المتعاملين أبدا وبهذا تكون الأنترنت قد ساهمت في ربح المال والجهد والوقت، ويقول في هذا الصدد -أرلوند ديفور- "هناك أسواق بأكملها تستعد لأخذ مكانها في الشبكة لأنه يمكن بكل سهولة وسرعة فائقة طلب المنتوج من عند المنتج وحسب الطلب لذلك فإن هذه التكنولوجيا تدعم أكثر فأكثر للامحلية الذي توفره بعض الشركات التلفزيونية لأن الأنترنت تدعمها ميزة التفاعل أي بين الربون والمنتج".
وهذا ما أكدته دراسة أمريكية أيضا توضح مدى إستخدام الأنترنت في هذا المجال إذ أن 34% من الأمريكيين إستخدموا الأنترنت سنة 1999 من أجل الشراء مقابل 25% سنة 1998 حتى تذاكر الطيران والخدمات المرتبطة بالسفر، كما أوضحت الدراسة تضاعف المبيعات عبر الأنترنت سنة2000 لانخفاض تكلفة أسعارها وأن أغلب الذين يحصلون على مشترياتهم عبر الانترنت هم من الشباب أعمارهم مابين 25-34 سنة(3).
6-الترفيه الإلكتروني:
يكون عن طريق ما يعرف بـ: "الواقع التخيلي" أو"الواقع الافتراضي" الذي تحققه الوسائط المتعددة « Multi_Media » والواقع الإفتراضي ليس للمتعة فقط بل أيضا دورا ثقافيا وعلميا، كما يوجد المتاحف الإفتراضية التي تمكن الأنترنت من زيارتها إضافة إلى الساحة التخيلية، كل هذا يتم إلكترونيا بفضل الأنترنت(1).
7- التعارف الإلكترونـي:
تعتبر الأنترنت هي أيضا من بين وسائل الإتصال الحديثة التي تمهد الطريق إلى علاقات عاطفية، وساهمت في التقارب والتعارف عن بعد وتبادل الرسائل إلكترونيا لأن الإنسان له شعور بالحميمية ولن يستغني عن الإتصالات الإنسانية المباشرة.
II. وظـائف الإعــلام: إن إنتشار وسائل الإعلام في هذا الزمن بين الناس وعلى هذه الصورة الكبيرة يعد عاملا رئيسيا دفع الباحثين إلى إستجلاء الوظائف التي تقوم بها تلك الوسائل والأهداف التي تحققها، ويرجع الإهتمام بتحديد هذه الوظائف على أسس علمية إلى الأربعينيات من القرن العشرين.
و يتسم الإعلام بعدة وظائف أهمها ما يلي:
1) وظيـفـة تثـقيفية:
يهدف الإعلام إلى تزويد الناس بالمعلومات المفيدة في جميع نواحي الحياة، إجتماعية، سياسية وكذا تزويدهم بأخبار البيئة والمجتمع الذين يعيشون فيه، فالهدف الرئيسي هو إفادة الأفراد بالثقافة الجماهرية التي تساعد على تماسك المجتمع بكافة شرائحه ومؤسساته.
كما يعمل على نشر الأعمال الثقافية والفنية بهدف المحافظة على التراث والتطور الثقافي عن طريق توسيع آفاق الفرد، وإيقاذ خياله وإشباع حاجاته الجمالية وإطلاق قدراته على الإبداع.
2) وظيـــفة تربـويــة:
و التي تتمثل في كونه عملية عطاء وأخذ وفعل ورد فعل، وتعلم وتعليم وتهدف إلى تغيير السلوك لدى المتعلم المستهدف.
و التعليم يعني التغيير المستمر في سلوك الفرد، وذالك بتزويد المتعلم بالخبرات والمواقف، والأفكار والقيم الإجتماعية التي تساعده على التكيف مع مجتمعه. بالإضافة إلى كونه يساهم كذالك في نقل المعارف والعلوم والتراث من جيل لآخر مما يساعده إلى تواصل الخبرات في المجتمع.
زيادة إلى ذالك فقد أدى إلى فتح آفاق جديدة ومضاعفة الروابط مع التعليم، فهناك زيادة واضحة في الطاقة التربوية للإعلام ويؤديها وهب من قيمة تربوية أكبر إلى خلق بيئة تعليمية. فقد أولى كثير من المفكرين والباحثين والسلطات الحكومية وخاصة في العالم الثالث أهمية كبيرة للقيمة التربوية الإعلام ولأثره في التطور الثقافي، فوسائل الإعلام تعادل المدرسة بالنسبة لأعداد هائلة من النساء والرجال المحرومين من التعليم ويعني دور الإعلام في التربية وفي التنشئة الإجتماعية أنه ينبغي للإعلام أن يتجاوب مع أقصى قدرمن إحتياجات التنمية في المجتمع وأن يعامل كسلعة إجتماعية كما خصصت بعض البلدان المتقدمة منها أو النامية قنوات إذاعية وتلفزيونية منفصلة للبرامج التعليمية، بينما يخصص الآخر قنوات متباينة من برامجها الإذاعية الأغراض التربية والتدريب والتعليم وتعد هذه البرامج بالإشتراك بين المربين والإذاعيين.
كما لهذه الوسائل فضل نقل المعارف والقيم والمعايير والتقاليد الإجتماعية من جيل لآخر والتعريف بها. وتعد هذه الوظيفة أيضا تعليمية تعنى بتأجيل الفرد وتنشئته تنشئة منسقة مع أهداف المجتمع ومثله وقيمه.
3) وظيـفـة إجتمـاعـية:
و يتجسد في كونه عملية تفاعل إجتماعية تقوم بنقل المعلومات وتهدف إلى تغيير السلوك الإنساني، فهو أداة فعالة في تكوين العلاقات الإنسانية عن طريق تسهيل تبادل المعلومات وهو عامل هام في توحيد الأفكار، والإتجاهات والعمل على تغيير السلوك الإنساني.
* التنشئة الإجتماعية: ويقصد بها توفير رصيد مشترك من المعرفة يمكن الناس من أن يعملوا كأعضاء ذوي فعالية في المجتمع الذين يعيشون فيه،و دعم التآزر والوعي الإجتماعيين، بالمشاركة النشطة قي الحياة الثقافية.
* التكامل:أي توفير الفرص لكل الأشخاص والمجموعات والأمم بما يكفل لهم الوصول إلى وسائل متنوعة تحقق حاجاتهم في التعارف والتفاهم.
* الترفيه:إذ تمكن هده الوظيفة في إذاعة التمثيلات الروائية والرقص والأدب والموسيقى والمسرحيات الفكاهية والرياضية والألعاب...إلخ من خلال العلامات والرموز، واللأصوات والصور بهدف الترفيه والإمتاع على الصعيدين الشخصي والإجتماعي.
4) وظـيفـة فـكريــة:
للإعلام دور كبير وفعال في نشر الدعوات والتعاليم الدينية، فالإعلام مثلا يسهم في نشر الدين الإسلامي في شتى بقاع الأرض لكونه رسالة عالمية لكل الناس في كل زمان ومكان(1).
علاقة الإعلام بالتعليم:
لقد سعى الإنسان منذ الخليقة إلى التغلب على ما يعترضه والإستفادة بما يمر عليه من تجارب ويربي أولاده تربية تتتاسق مع حاجات المجتمع وتقاليده من خلال نقل تراث الأسلاف وخبراتهم إلى الأبناء بأساليب مختلفة ومتنوعة كل حسب عصره وإمكاناته كي ترتقي أفكارهم وحتى لا يسير الشيء الجديد في تيار عكس ما تمليه عليه قيم ومعايير أمته إلى أن وجد في الإعلام بأصنافه الإذاعة، الصحافة، التلفزيون... إلخ وسيلته لإدراك مبتغاه.
إلا أن هناك العديد من يتسائل فيما تكون علاقة الإعلام بالتعليم ؟
وإلى أي حد يمكن للإعلام أن يخدم العملية التربوية في المجتمعات ككل؟؟
الإعلام والتربية كلاهما مؤسستان إجتماعيتان وإن إختلفتا في الوسائل والأساليب إلا أن وظائفها وأغراضها متشابهة فهما يجسدان هدفا موحدا ألا وهو بناء الإنسان المتعلم المثقف والمدرك لقضايا أمته والحريص على نمائها والرفع من شأنها.
إن الهدف الأول للتعليم هو نقل تراث الأمة الإجتماعي من جيل إلى جيل وهذا التراث الإجتماعي في حد ذاته ليس موضع بين المعلنين في أغلب الأحيان، ويهدف التعليم بعد ذلك إلى تكوين شخصية المواطن عن طريق توسيع مدارك الفرد وتربية الإستقلال بالرأي فيه.
ويتفق الإعلام والتعليم في أن كل منهما يهدف إلى تغيير سلوك التلاميذ، نجد الإعلام يهدف إلى تغيير سلوك الجماهير في التلميذ الذي ينطلق بكلمة جديدة يتعود عليها من قبل قد تعلم شيئا فسلك أنواعا من السلوك اللغوي غير سلوكه الأول الذي إعتاده، فالتغيير في السلوك في كليهما طريق إلى تكييف الحياة ليعيش المتعلم عيشة أفضل ويستمتع الإنسان في المجتمع بحياة أرغد ولذلك الإعلام والتعليم يقومان بالتقريب بين مختلف أفراد الشعب، وقد كانت أجهزة الإعلام قديما وحديثا هي المدرسة التي تواصل عمل المدرسة التقليدية فتقوم بتقريب الفروق بين الناس عن طريق ما تنشره بينهم من خبرات تعدل من سلوكهم كبارا وصغارا فيتفاهمون تفاهما أحسن.
فقد أثبتت وسائل الإعلام قدراتها الهائلة في التعليم والتربية حيث أضفت على العملية التعليمية صورة أكثر حيوية لإعتناقها أساليب التشويق والإثارة. مما ساعدها على تنمية القدرات الذاتية للمتعلم إثراء تجاربه ورصيده المعرفي وذلك من خلال إستشارة الإنتباه وجذبه والسيطرة على عدة حواس في آن واحد(1) كما أنها ساعدت المعلم في مهمته. وبهذا فوسائل الإعلام تصلك مقدرة نشر المعرفة والمعلومات الصحيحة أو الحقائق الواضحة بحيث لا يستطيع أي مجتمع أن يستغني عنها.
وهذا ما أكدته النظرية التي جاء بها "مارشال ماكلوهان" حيث أكدت على أن العملية الإعلامية في بعض جوانبها عملية تربوية وهي تسعى إلى نشر التعليم والثقافة إلى جانب نشر المعلومات المختلفة والمتشعبة المضامين، فآثار الإعلام التربوية لا يمكن أبدا تجاهلها(2).
إن إقتحام وسائل الإعلام مجال التعليم يعتبر في الواقع تحقيق لحلم طالما راود أهل الإختصاص الذين يرون في هذه التقنيات وسيلة لإصلاح النظم التربوية التقليدية وأداة لملائمة تزايد الطلب في مجال التدريب مع حاجيات عالم العمل المتطورة، فالمعلوماتية والتلماتية « Telematics »وعماليات التحاور عن بعد« Tléconférence » والتحاور السمعي « Audio Conférence » والوسائل الإلكترونية « message electromical » والأسطوانة المرئية « vidéo Disc » وغيرها من التقنيات الحديثة ساهمت في قلب مبادئ التعليم عن بعد رأسا على عقب وهذه الإختراعات الحديثة منتشرة بصفة خاصة في بلدان الشمال ولكن بدأت أخيرا تظهر ولو بشيء من الإحتشام في بعض الدول النامية، ونظرا لهذه الأهمية البالغة التي إكتسبتها وسائل الإعلام بدأت بعض مناهج التعليم الرسمية منها بإدراج مواضيع مثل المبادئ العامة لتشكيل هذه التقنيات الحديثة وتكوين الفكر النقدي في إستعمالها ضمن مقررات التعليم على المستويين النظري والتطبيقي(1).
و نخلص إلى القول أن الإعلام منذ نشأته يهدف إلى النمو واليقظة والتوافق الثقافي والحضاري والإرتقاء بمستوى الرأي العام بتنويره وتثقيفه كما أنه فتح المجال للتفاعل والإحتكاك البشري ويتيح الفرصة للتفكير والإطلاع والحوار وتبادل المعلومات في شتى المجالات والميادين.
المرجع:اعداد/أ.د. عبد القادر بن يونس قرّوش
مجلة المعلم ، دور وسائل الإعلام في العملية التعليمية