التطور التاريخي للوساطة المالية:
نستطيع القول أن الوساطة المالية وجدة منذ القدم عند الإغريق والرومان الذين كانوا من رواد الفن المصرفي ولكنها لم تكن بالمفهوم الواسع الذي تعرفه الآن حيث لم تمارس هذه الهيئات إن أمكن تسميتها بذلك الإقراض للغير بالفائدة إلا في نطاق محدود جدا.
وفي القرون الوسطى حيث كان التجار وغيرهم يقومون بالاحتفاظ بالفائض من النقود المعدنية ذهبية كانت أو فضية لدى الصيارفة مقابل إيصال أو تعهد حيث يعتبرون هم أصحاب الفائض أي الطرف الأول للوساطة ، ومن الناحية الأخرى استخدم الصيارفة النقود المعدنية المودع لديهما في إعطاء قروض بعد ما تأكدوا من أن أصحابها لن يقوموا بطلبها بصورة جماعية وذلك انطلاقا من خبرتهم في هذا المجال وكانت القروض تزيد في قيمتها على قيمة النقود المعدنية المكدسة لديهم مقابل حصولهم على فوائد من المقترضين وهم يمثلون الطرف الثاني من الوساطة – اعتمادا على أن أصحاب هذه النقود (المودعين ) لن يطالبوا بها دفعة واحدة ومن هناك بدأت هذه القنوات أو الهيئات تتنامى وتتفنن في جمع المدخرات وإعطاء القروض.